زيارة تاريخية- الأمير فيصل يصلي في الجامع الأموي، دعمًا لسوريا وازدهارها.

المؤلف: ثامر بن سعران السبيعي09.09.2025
زيارة تاريخية- الأمير فيصل يصلي في الجامع الأموي، دعمًا لسوريا وازدهارها.

في لحظة تاريخية مشحونة بالدفء الأخوي وعبق الماضي العريق, قاد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فرحان, وزير خارجية المملكة العربية السعودية, جموع المصلين في صلاتي الظهر والعصر بالجامع الأموي بدمشق في الحادي والثلاثين من شهر مايو لعام 2025. هذه الزيارة الميمونة, التي ترأس خلالها سموه وفدًا رفيع المستوى يضم شخصيات دبلوماسية واقتصادية لامعة, لم تكن محض زيارة روتينية أو إجراءً بروتوكوليًا اعتياديًا, بل كانت بمثابة رسالة جلية وواضحة المعالم تجسد أواصر الأخوة المتينة والروابط الوثيقة التي تجمع بين الأمتين العربية والإسلامية, وتؤكد في الوقت ذاته التزام المملكة الراسخ بدعم ومساندة الشعب السوري الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من التعافي وإعادة البناء والإعمار.

الجامع الأموي المهيب, ذلك الصرح الإسلامي الشامخ الذي يزهو بتاريخه العريق وهندسته المعمارية الفريدة, يتجاوز كونه مجرد معلم ديني بارز ليصبح رمزًا شامخًا للوحدة الحضارية والتراث المشترك. ففي محرابه المقدس, تتلاقى أصداء التاريخ العظيم وأنفاس الصحابة الكرام, وفي أروقته الشاسعة, سطرت فصول مجيدة من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية. إن اختيار الأمير فيصل لأداء الصلاة في هذا المكان الطاهر يحمل في طياته دلالات روحية عميقة, إذ يعكس حرص المملكة العربية السعودية, حامية الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين, على توطيد وتعزيز الروابط الإسلامية الوثيقة بين الشعبين السعودي والسوري. إنها لحظة جليلة تبعث في الذاكرة قول الله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة», حيث تجسدت أسمى معاني الأخوة والتآخي في هذا المشهد المهيب للصلاة الجامعة.

وعلى الصعيد السياسي, تأتي هذه الزيارة في خضم سياق دبلوماسي بالغ الأهمية والدقة, وذلك عقب رفع العقوبات الدولية عن سوريا, وهي خطوة مباركة وصفها الأمير فيصل بأنها "البوابة الرئيسية لتحقيق الاستقرار المنشود في المنطقة". فالمملكة العربية السعودية, التي تتبوأ مكانة مرموقة وتقود الدبلوماسية العربية بحنكة واقتدار, تؤكد من خلال هذه الزيارة التاريخية دورها المحوري كشريك استراتيجي فاعل ومساهم رئيسي في إعادة دمج سوريا في محيطها العربي الطبيعي. وقد أشارت تصريحات سموه إلى وجود خطط استثمارية سعودية طموحة وواعدة في قطاعات حيوية وهامة كقطاع الطاقة, والبنية التحتية المتطورة, والتعليم المتميز, وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات دولية مرموقة كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. هذه الخطوات الجبارة لا تمثل مجرد دعم اقتصادي سخي, بل هي استثمار حقيقي في مستقبل المنطقة ووحدتها ونهضتها.

لقد كان مشهد الأمير فيصل وهو يؤم جموع المصلين في رحاب الجامع الأموي لوحة فنية بديعة تعبر بصدق عن الفخر العربي والإسلامي الأصيل. إنها لحظة تاريخية فارقة تؤكد بجلاء أن المملكة العربية السعودية, بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, ليست فقط قوة إقليمية رائدة, بل هي رمز للتضامن العربي والإسلامي والاستقرار والسلام. هذه الزيارة المباركة, التي أعقبت جهودًا مضنية بذلتها المملكة في سبيل إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية, تمثل بداية واعدة لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والثقافي المثمر والبناء بين الرياض ودمشق.

نحن, أبناء الأمة العربية المجيدة, ننظر إلى هذه الزيارة بعيون تتلألأ بالفخر والأمل والتفاؤل. إن دعم المملكة العربية السعودية للشعب السوري الشقيق هو بمثابة نسيم عليل يعيد الحياة والأمل إلى أرض عانت طويلاً من ويلات النزاع والحرب. ونحن على يقين راسخ بأن هذه اللحظة التاريخية ستكون فاتحة خير لنهضة سورية جديدة ومزدهرة, جنبًا إلى جنب مع أشقائها في المملكة العربية السعودية. فلنحمد الله ونشكره على هذه اللحظات المباركة التي تجمعنا, ولنعمل سويًا بجد وإخلاص من أجل بناء مستقبل مشرق يليق بتاريخنا العريق وطموحاتنا السامية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة